نتحركُ الآن... لكنَّي أوقفْتُ الزمنَ هُنا .
عِندَ أخرِ دَربٍ مشَيناهُ نَحو الرَحيل،
عِندَ آخرِ كَلماتٍ نُدافِعُها ونبتلِعُها كَأسوءِ دواءٍ لايُجدي مع عِلَّة...،
عِندَ آخرِ ليلةٍ أسقينَا فِيها القلبَ آخرَ رِيٍ للَسعادة ،
عِند آخرِ ما وضعنا في حَقائِبِ الزَمنِ من عُمرنا معًا، واستأثَرتَ بِه، وتعْلمُ أنِّي بلا ذاكِرة؛ غيرَ أنِّي لا أنسَاكَ لِأذكُرك،
عِندَ محطاتٍ لايقفُ لها العُمر، فيَمضي ونحنُ مازلنا بِها عَالقِين ،
عِندَ قِطارٍ لا يَفهَم أنَنِي كرِهتُ لَفحةَ نَسيمِهِ التي تعبِقُ بالودَاع، وحَشْرجاتِه، ووحشةِ حَكايَاه،
عِندَ آخرِ ما اقتَسمنَا مِن عُهود نَقضنَاها بقَطعِها،
عِندَ آخر تَلويحةٍ رَفعتُ بها يَدِي..، ودَّعتُكَ وودَّعتُني معَك .
أوقفتهُ عِند إصرارنا ع الإفلات والروحُ بعدُ لم يُفك وثاقها...ونزعُها الأخير يناشدُك... أجهِز وابتعد مسافةَ خُطوةٍ واحدة.